تاريخنا

رغم أنّ جمعية EMDR لبنان لم تبصر النور رسمياً إلاّ في 25 نيسان/أبريل 2013، لكنّها كانت تنمو تدريجاً في خطوات صغيرة قبل فترة طويلة من ذلك التاريخ. وكانت كلّ خطوة أشبه بخطوة إلى الأمام في رحلة الألف ميل. كانت البداية في شهر آذار/مارس 2007، عندما قام فريق مؤلف من ثلاث اختصاصيات من مؤسسة EMDR (HAP) برنامج المساعدات الانسانية في الولايات المتحدة وفرنسا بالتطوع للمجيء إلى بيروت بغية تدريب مجموعة من المعالجين النفسيين من ذوي الخبرة والمنتسبين إلى الجمعية اللبنانية لعلم النفس. قامت أولئك الاختصاصيات الثلاث بتدريب المعالجين النفسيين اللبنانيين على كيفية استعمال منهاج للعلاج النفسي يدعى “إبطال الحساسية وإعادة المعالجة عبر حركة العينين” (EMDR) أنشأته وطوّرته د. فرانسين شابيرو سنة 1987. الحاجة إلى تدريب المعالجين النفسيين اللبنانيين على علاج الـEMDR برزت بشكل خاص بُعَيد الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر تموز/يوليو 2006 وخلّفت لدى ملايين اللبنانيين صدمات نفسية مباشرة وغير مباشرة متفاوتة الحدّة.

الاختصاصيات في علاج الـEMDR الثلاث اللواتي جئن إلى بيروت في آذار/مارس 2007 هنّ المدرّبة السيدة مارغريت مور من برنامج HAP الولايات المتحدة، والميسّرتان الآنسة بولين غييارد والآنسة آن ديوالي من برنامج HAP فرنسا. لقد قامت السيدات الثلاث بتعليم الجزء (1) من مقرر الـEMDR للتدريب الأساسي، وفي وقت لاحق، تم تعليم المتدربين الـ22 الجدد كيفية التمرّن على استعمال علاج الـEMDR على نطاق ضيق. بعد مرور عدة أشهر، وصل إلى بيروت استشاريان معتمدان في علاج الـEMDR، هما السيدة مارتين بلانكو من فرنسا، والسيد إمري كونوك من تركيا، وأجريا للمتدربين جلسة إشراف جماعي (1). لكن، وللأسف، توقف عدد من المعالجين عن إكمال التدريب. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر 2008، عاد الفريق الأصلي المؤلف من الاختصاصيات الـEMDR إلى بيروت وقدم الجزء (2) من مقرر الـEMDR للتدريب الأساسي إلى المعالجين النفسيين اللبنانيين الذين كانوا اكثر حماسة لإكمال تدريبهم. في نهاية المطاف، أنهى ثمانية معالجين فقط مقرر الـEMDR للتدريب الأساسي وحصلوا على “شهادة إتمام” بعد إكمال مرحلة الإشراف الجماعي (2) مع الاستشارية الـEMDR المعتمدة السيدة منى زغروت من فلسطين. إلاّ أنّ المسألة لم تنتهِ عند هذا الحد، فمجموعة المعالجين اللبنانيين الثمانية الذين انضم إليهم معالجان نفسيان لبنانيان متدربان على علاج الـEMDR، عقدوا العزم على متابعة العمل ليصبحوا “معالجين مجازين في منهاج الـEMDR”. وتعين عليهم بالتالي أن يُنشئوا هيكلية تنظيمية تكمل الخطوات اللازمة للحصول على الشهادة.

تشكلت EMDR لبنان في البدء على هيئة لجنة ضمن الجمعية اللبنانية لعلم النفس، وذلك في شهر نيسان/أبريل 2010. وبما أنها كانت آنذاك لجنة الـEMDR الوحيدة ذات الطابع الرسمي في العالم العربي، وبما أنها لم تكن جزءاً منتمياً إلى “منظمة أمّ” في المنطقة لتحتضنها وتتواصل معها، توجب على اللجنة أن تنطلق من الصفر، وهو ما لم يكن بالأمر السهل. فقد تعين على أعضائها إرسال العديد من الرسائل الإلكترونية التي طرحوا فيها مختلف الأسئلة والاستفسارات على الأشخاص الذين سبق لهم أن أشرفوا على تدريبهم، وكذلك على جمعية EMDR الدولية (EMDRIA) للاستفسار عن الخطوات المقبلة الواجب اتباعها. كما قام الأعضاء المذكورون بقراءة المقالات البحثية والكتب والمحتويات المتوافرة على شبكة الإنترنت، وأجروا أيضاً في ما بينهم مجموعات صغيرة لدراسة الحالات، بهدف التداول وتبادل الآراء حول كيفية تطبيق علاج الـEMDR على المنتفعين. حتى أنهم باتوا ليومين كاملين في معتزل ناءٍ حيث تعمقوا أكثر وأكثر في علاج الـEMDR. كما أجروا جلسات استشارية عبر سكايب مع اختصاصيين مجازين في علاج الـEMDR. وحضروا مؤتمرات EMDR نُظمت في الخارج، ووجهوا دعوة إلى السيد إمري كونوك للحضور من تركيا إلى بيروت ليُجري جلسات إرشاد فردية وجماعية، ويدير حلقات دراسية.

عندما حصل أخيراً أعضاء اللجنة اللبنانية للـEMDR على “إجازة في علاج الـEMDR” من جمعية EMDRIA وأصبحوا “معالجين مجازين في منهاج الـEMDR”، باشروا التخطيط والعمل لتأسيس جمعية EMDR لبنان. وُضع قانون جمعية EMDR لبنان بإشراف مباشر من السيد إمري كونوك، رئيس جمعية EMDR تركيا. لقد قام السيد كونوك مشكوراً بترجمة قانون جمعيته إلى اللغة الإنكليزية، وواكب الأعضاء المؤسسين خطوة خطوة خلال صياغة تفاصيل قانون الجمعية اللبنانية، وقد تمّ الحرص على اتباع الخطوط التوجيهية العريضة لكل من جمعيتَي EMDRIA وEMDR أوروبا. بعد تسجيل جمعية EMDR لبنان رسمياً يوم 25 نيسان/أبريل 2013، باشر الأعضاء المؤسسون تطبيق رسالة الجمعية. واليوم يمكن القول إنّ رحلة الألف ميل قد انطلقت بالفعل.